للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كنتم تجْحَدون أن اللهَ معذِّبُكم به على جحودِكم توحيدَ ربِّكم ورسالةَ نبيِّكم .

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا سَلَمةُ، عن ابنِ إسحاقَ: ﴿فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾. أى: [ما أَوْقع اللهُ] (١) بهم يومَ بدرٍ من القتلِ (٢).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجَّاجٌ، عن ابنِ جُريجٍ: ﴿فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾. قال: هؤلاءِ أهلُ بدرٍ يومَ عذَّبهم اللهُ.

حُدِّثت عن الحسينِ بنِ الفرجِ، قال: سمعتُ أبا معاذٍ قال: ثنا عبيدُ بنُ سليمانَ، قال: سمعتُ الضحَّاكَ يقولُ في قولِه: ﴿فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾. يعنى: أهلَ بدرٍ، عذَّبهم اللهُ يومَ بدرٍ بالقتلِ والأسرِ (٣).

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (٣٦)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: إن الذين كفَروا باللهِ ورسولِه ينفقون أموالَهم، فيعطونها


(١) في سيرة ابن هشام: "لما أوقع".
(٢) سيرة ابن هشام ١/ ٦٧١.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم فى تفسيره ٥/ ١٦٩٧ من طريق أبى معاذ به، وعزاه السيوطى في الدر المنثور ٣/ ١٨٤ إلى ابن المنذر وأبى الشيخ.