للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمثالَهم من المشركين ليتقوَّوا بها على قتالِ رسولِ اللهِ والمؤمنين به، ليصدُّوا المؤمنين باللهِ ورسولِه عن الإيمانِ باللهِ ورسولهِ، فسينفقون أموالَهم في ذلك، ﴿ثُمَّ تَكُونُ﴾ نفقتُهم تلك ﴿عَلَيْهِمْ حَسْرَةً﴾. يقولُ: تصيرُ ندامةً عليهم؛ لأن أموالَهم تذهَبُ، ولا يظفَرون بما (١) يأمُلون ويطمَعون فيه من إطفاءِ نورِ اللهِ، وإعلاءِ كلمةِ الكفرِ على كلمةِ اللهِ؛ لأن اللهَ مُعْلى كلمتِه، وجاعلُ كلمةِ الكفرِ السفلى، ثم يغلِبُهم المؤمنون، ويحشُرُ اللهُ الذين كفَروا به وبرسولِه إلى جهنمَ، فيُعَذَّبون فيها، فأَعْظِمْ بها حسرةً وندامةً لمن عاش منهم ومن هلَك، أما الحىُّ فحُرِب (٢) مالُه، وذهَب باطلًا فى غيرِ دَرَكِ (٣) نَفْعٍ، ورجَع مغلوبًا (٤) مقهورًا (٥) مَحروبًا (٦) مسلوبًا. وأما الهالكُ فقُتِل وسُلِب، وعُجِّل به إلى نارِ اللهِ يخلُدُ فيها، نعوذُ باللهِ من غضبِه.

وكان الذى تولَّى النفقةَ التى ذكرها اللهُ فى هذه الآيةِ -فيما ذُكر- أبا سفيانَ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابنُ حُميدٍ، قال: ثنا يعقوبُ القُمِّىُّ، عن جعفرٍ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ في قولِه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ﴾ الآية، ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾. قال: نزَلت في أبي سفيانَ بنِ حَرْبٍ، استأجر يومَ أحدٍ ألفين من الأحابيشِ من بني كِنانة، فقاتَل بهم النبيَّ . وهم الذين يقولُ فيهم كعبُ بنُ مالكٍ:


(١) في ص: "كما"، وفي ت ١: "مما".
(٢) في ف: "فحرم". والحَرِب: أن يُسلب الرجلُ مالَه. التاج (ح ر ب).
(٣) في ت ١: "منزل". وبعده في م: "ولا".
(٤) في ص، ت ٢، ف: "مغلولًا"، وفي ت ١، س: "معلولا".
(٥) بعده في ص، ت ١، ت ٢، س: "رفعه" هكذا بدون نقط.
(٦) فى م: "محزونًا"، وفي ت ١: "محزوبا".