للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تزعُمون في الدنيا أنهم [شركاءُ فيَّ] (١) اليومَ، ما لهم لا يحضُرونكم، فيدفعُوا عنكم ما أنا مُحِلٌّ بكم من العذابِ، فقد كنتم تعبُدونهم في الدنيا، وتتولَّونهم، والوليُّ يَنْصُرُ وليَّه. وكانت مشاقَّتُهم الله في أوثانِهم مخالفتَهم إياه في عبادتِهم.

كما حدَّثني المثنى، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ، قال ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ﴾. يقولُ: تخالفِونى (٢).

وقولُه: ﴿قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾. يعنى: الذِّلَّةَ (٣) والسوءَ. يعنى: عذابَ اللهِ على الكافرين.

القولُ في تأويلِ قولِه ﷿: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: قال الذين أوتوا العلمَ: إن الخزىَ اليومَ والسوءَ على مَن كَفَر باللهِ، فجَحَد وحدانيتَه، ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ﴾. يقولُ: الذين تقْبِضُ أرواحَهم الملائكةُ، ﴿ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾. يعني: وهم على كفرِهم وشركِهم باللهِ.

وقيل: إنه عنَى بذلك من قُتِل من قريشٍ ببدرٍ، وقد أُخرِج إليها كَرْهًا. حدَّثني المثنى، قال: أخبَرنا إسحاقُ، قال: ثنا يعقوبُ بنُ محمدٍ الزُّهريُّ، قال: ثني سفيانُ بن عيينةَ، عن عمرِو بن دينارٍ، عن عكرمةَ، قال: كان ناسٌ بمكةَ أَقَرُّوا بالإسلامِ (٤) ولم يهاجِرُوا، فأُخرِج بهم كَرْهًا إلى بدرٍ، فقُتِل بعضُهم، فأَنزَلَ اللهُ


(١) في م: "شركائى".
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١١٧ إلى المصنف وابن أبي حاتم.
(٣) بعده في م: "والهوان".
(٤) سقط من: ص.