للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا إذنٌ مِن اللَّهِ، فمَن شاء خرَج، ومَن شاء جلَس.

حدَّثني يونُسُ، قال: أخبرَنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ: أذِن لهم إذا فرَغوا من الصلاةِ، فقال: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾ فقد أحْلَلْتُه لكم.

وقولُه: ﴿وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾. ذُكِر عن النبيِّ في تأويلِ ذلك ما حدَّثني العباسُ بنُ أبي طالبٍ، قال: ثنا عليُّ بنُ المُعافَى بن يعقوبَ الموصليُّ، قال: ثنا أبو عامرٍ الصائغُ (١) مِن الموصلِ، عن أبي خلفٍ، عن أنسٍ، قال: قال رسولُ اللَّهِ في قولِه: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾ قال: "ليس لطلبِ دُنْيَا، ولكن عيادةَ مريضٍ، وحضورَ جنازةٍ، وزيارةَ أخٍ في اللَّهِ" (٢).

وقد يَحتَمِلُ قولُه: ﴿وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾. أن يكونَ معنيًّا به: والْتَمِسوا مِن فضلِ اللَّهِ الذي بيدِه مفاتيحُ خَزائِنه لدنياكم وآخرتِكم.

وقولُه: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾. يقولُ: واذْكُرُوا اللَّهَ كثيرًا بالحمدِ له، والشكرِ على ما أنْعَم به عليكم مِن التوفيقِ لأداءِ فرائضِه، لتُفْلِحوا، فتُدْرِكوا طَلباتِكم عندَ ربِّكم، وتَصِلوا إلى الخلدِ في جنانِه.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (١١)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: وإذا رأَى المؤمنون عيرَ تجارةٍ أو لهوًا، ﴿انْفَضُّوا إِلَيْهَا﴾.


(١) في ت ٢، ت ٣: "الصانع".
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٢٠ إلى المصنف.