للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التي خصَّ بها أولياءَه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ﴾ الآية (١).

حدَّثنا عبدُ الكريمِ بنُ أبى عُميرٍ، قال: ثنا أبو المطرِّفِ المخزوميُّ، قال: ثنا جُويبرٌ، عن الضحَّاكِ، عن ابِن عباسٍ، قال: ﴿عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾: ما لم يكن سيفٌ أو سوطٌ (٢).

حدَّثنا عليُّ بن سهلٍ، قال: ثنا ضمرةُ بنُ ربيعةَ، قال: تلا الحسنُ هذه الآيةَ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾. فقال الحسنُ: الحمدُ للهِ، بها، والحمدُ للهِ عليها، ما كان مؤمنٌ فيما مضى، ولا مؤمنٌ فيما بقى، إلَّا وإلى جانبِه منافقٌ يكرَهُ عملَه (٢).

وقال آخرون: بل معنى ذلك: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾، فاعمَلوا بطاعةِ اللهِ، ﴿لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾، فأمَرقم (٣) بالمعروفِ ونهيتم عن المنكرِ.

ذكرُ من قال ذلك

حدثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا حكَّامُ بنُ سَلْمٍ، عن عَنْبسةَ، عن [أبي سعدٍ] (٤) البقَّالِ، عن سعيدِ بن المسيَّبِ: ﴿لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾. قال: إذا أَمَرتَ بالمعروف ونهَيتَ عن المنكر، لا يضرُّك مَن ضلَّ إذا اهتديتَ (٢).

حدثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا يحيى بنُ يمانٍ، عن سفيانَ، عن أبي العُمَيسِ، عن


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٢٢٦ (٦٩١٨) من طريق إسحاق به.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٣٤١ إلى المصنف
(٣) بعده في ص، ت ١، ت ٢ ت ٣ س: "بالأمر".
(٤) في النسخ: "سعد". وينظر تهذيب الكمال ١١/ ٥٢، والأنساب ١/ ٣٧٩.