للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذُكِر أن هذه الآيةَ نزَلت في شأنِ سعدِ بن أبى وقَّاصٍ وأمِّه.

ذكرُ الروايةِ الواردةِ في ذلك

حدَّثنا هَنَّادُ بنُ السَّرِيِّ، قال: ثنا أبو الأحوصِ، عن سماكِ بن حربٍ، عن مصعبِ بن سعدٍ، قال: حلَفتْ أمُّ سعدٍ ألّا تَأْكُلَ ولا تَشْرَبَ حتى يَتَحَوَّلَ سعدٌ عن دينِه. قال: فأبى عليها، فلم تَزَلْ كذلك حتى غُشِىَ عليها. قال: فأتاها بَنوها فسَقَوها. قال: فلما أفاقت دعَتِ الله عليه، فنزَلت هذه الآيةُ: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ﴾ إلى قولِه: ﴿فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾.

حدَّثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمدُ بنُ جعفرٍ، قال: ثنا شعبةُ، عن سِماكِ بن حربٍ، عن مصعبِ بن سعدٍ، عن أبيه، قال: قالت أمُّ سعدٍ لسعدٍ: أليس الله قد أمَر بالبرِّ؟ فواللهِ لا أَطْعَمُ طعامًا ولا أَشْرَبُ شرابًا حتى أَمُوتَ أو تَكْفُرَ، قال: فكانوا إذا أرادوا أن يُطعِموها شَجَروا فاها (١) بعصًا، ثم أَوْجَروها (٢)، فنزَلت هذه الآيةُ: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ﴾ (٣).

حدَّثنا ابن المثنى، قال: ثنا عبدُ الأعلى، قال: ثنا داودُ، عن سماكِ بن حربٍ، قال: قال سعدُ بنُ مالكٍ: نزَلت فيَّ: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾. قال: لما أَسلَمتُ حلَفت أمى


(١) شجروا فاها: أي أدخلوا في شَجْره - وهو مفتح الفم، وقيل: الذقنُ - عودًا حتى يفتحوه به. النهاية ٢/ ٤٤٦.
(٢) أوجروها: أكرهوها على الشرب. ينظر اللسان (و ج ر).
(٣) أخرجه مسلم (٤٤/ ١٧٤٨)، والترمذى (٣١٨٩)، والبزار (١١٤٩) عن محمد بن المثنى به، وأخرجه أحمد ٣/ ١٦٣ (١٦١٤) عن محمد بن جعفر، وأخرجه الطيالسي (٢٠٥)، وأحمد ٣/ ١٣٦ (١٥٦٧)، وعبد بن حميد (١٣٢)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٣٠٣٦، والبيهقى ٩/ ٢٦، وفي الشعب (٧٩٣٢) من طريق شعبة به، وأخرجه البخارى في الأدب المفرد (٢٤)، ومسلم (١٧٤٨) / ٤٣، وأبو يعلى (٧٨٢) من طريق سماك به.