للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد يحتَمِلُ أن يقال: إن معنى ذلك: إن الله يرحَمُ النبيَّ، ويدعو له ملائكتُه ويستغفرون. وذلك أن الصلاة في كلام العرب من غير الله إنما هو دعاءٌ. وقد بيَّنا ذلك فيما مضى من كتابنا هذا بشواهده، فأغنى ذلك عن إعادته (١).

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ﴾: يقول تعالى ذكره: يأيها الذين آمنوا ادعوا لنبيِّ الله محمد ، وسلِّموا عليه ﴿تَسْلِيمًا﴾. يقولُ: وحَيُّوه تحية الإسلام.

وبنحو الذي قلنا في ذلك (٢)، جاءت الآثارُ عن رسولِ اللهِ .

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا هارونُ، عن عنبسة، عن عثمانَ بن مَوْهَبٍ، عن موسى بن طلحةَ، عن أبيه، قال: أتى رجُلٌ النبيَّ ، فقال: سمعتُ الله يقولُ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ﴾ الآية، فكيف الصلاة عليك؟ فقال: "قُلِ: اللَّهُمَّ صَلِّ على محمد وعلى آلِ محمدٍ، كما صَلَّيْتَ على إبراهيمَ، إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على (٣) إبراهيم، إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ" (٤).

حدَّثني جعفر بن محمدٍ الكوفيُّ، قال: ثنا يعلى بنُ الأجلحِ، عن الحكم بن


(١) ينظر ما تقدم في ١/ ٢٤٨.
(٢) بعده في ت ٢: "قال أهل التأويل".
(٣) بعده في ت ١: "آل".
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة ٢/ ٥٠٧، وأحمد ٣/ ١٦ (١٣٩٦)، والنسائى (١٢٩٠، ١٢٩١)، والبزار (٩٤١، ٩٤٢)، وأبو يعلى (٦٥٢ - ٦٥٤)، والشاشى (٣)، وابن أبي عاصم - كما في الدر المنثور ٥/ ٢١٦ - ومن طريقه الضياء في المختارة (٨٢٤)، وغيرهم، من طريق عثمان بن موهب به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور إلى عبد بن حميد وابن مردويه.