للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُصْلَبْ، كما زعَموا، وأنهم واليهودَ - الذين أقَرُّوا بذلك، وادَّعَوْا على عيسى - كَذَبَةٌ في دَعواهم وزعمِهم.

كما حدَّثنا ابن حُميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ، عن محمدِ بن جعفرٍ بن الزبيرِ: ثم أَخْبَرَهم - يعنى الوفدَ مِن نَجْرانَ - وردَّ عليهم فيما أَخْبَروا هم (١) واليهودُ (٢) بصلبِه، كيف رفَعه وطهَّره منهم، فقال: ﴿إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾ (٣).

﴿وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾. فإنه يعنى: مُنَظِّفُك فمُخَلِّصُك ممَّن كفَر بك وجحَد ما جئتَهم به مِن الحقِّ، مِن اليهودِ وسائرِ المِلَلِ غيرِها.

كما حدَّثنا ابن حُميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ، عن محمدِ بن جعفرِ بن الزبيرِ: ﴿وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾. قال: إذ همُّوا منك بما همُّوا (٤).

حدَّثني محمدُ بنُ سنانٍ، قال: ثنا أبو بكرٍ الحنفيُّ، عن عبادٍ، عن الحسنِ في قولِه: ﴿وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾. قال: طهَّره مِن اليهودِ والنصارى والمَجوسِ، ومِن كفارِ قومِه (٥).

القولُ في تأويلِ قولِه ﷿: ﴿وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى


(١) سقط من: ص، ت ٢، س.
(٢) في ص، ت ٢: "لليهود".
(٣) سيرة ابن هشام في ١/ ٥٨٢.
(٤) سيرة ابن هشام ١/ ٥٨٢، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٦٢ (٣٥٨٥) من طريق سلمة، عن ابن إسحاق قوله.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٦٢ (٣٥٨٧) من طريق أبي بكر الحنفى به.