للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

توحيدِ اللهِ، ويَنْقادُوا لأمرِه ونهيِه، ﴿وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا﴾. يقولُ: وكانوا لا يُطِيقون أن يسمَعوا ذكْرَ اللهِ الذي ذكَّرهم به، وبيانَه الذي بيَّنه لهم في آيِ كتابِه، بخذلانِ اللهِ إيَّاهم، وغلبةِ الشقاءِ عليهم، وشُغْلِهم بالكفرِ باللهِ وطاعةِ الشيطانِ، فيَتَّعِظوا بهِ، ويتدبَّروه، فيعرِفوا الهُدَى من الضَّلالةِ، والكفرَ من الإيمانِ.

وكان مجاهدٌ يقولُ في ذلك ما حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿وَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا﴾. قال: لا يَعْقِلُون (١).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا﴾ قال: لا يَعْلَمون.

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زِيدٍ في قولِه: ﴿الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي﴾ الآية. قال: هؤلاء أهلُ الكفرِ.

القولُ في تأويلِ قولِه جل ثناؤُه: ﴿أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (١٠٢)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: أَفَظَنَّ الذين كفَروا باللهِ من عَبَدَةِ الملائكةِ والمسيحِ، أن يتَّخِذوا عبادِى الذين عبَدُوهم من دونِ اللهِ ﴿أَوْلِيَاءَ﴾ لأنفسِهم (٢)، يقولُ: [أَظُنُّوا أنهم لهم أولياءُ. يقولُ] (٣): كلا، بل هُم لهم أعداءٌ.


(١) تفسير مجاهد ص ٤٥١، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٥٣ إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ف.
(٣) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ف.