للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والحَصَى الصِّغارُ. يُقالُ (١) في الكلامِ: حصَب (٢) فلانٌ فلانًا. إذا رَماه بالحصباءِ.

وإنما وُصِفَتِ الريحُ بأنها تحصِبُ؛ لرَمْيِها الناسَ بذلك، كما قال الأَخْطَلُ (٣):

ولقد عَلِمْتِ إِذا العشارُ (٤) تَرَوَّحَتْ … هَدَجَ الرِّئَالِ (٥) تَكُبُّهُنَّ شَمَالًا

تَرمْى العِضاهَ بحاصِبٍ مِن ثَلْجِها … حتى يَبِيتَ على العِضاهِ جُفَالا

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ (٦) فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ (٧) عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ (٨) بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (٦٩)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: ﴿أَمْ أَمِنْتُمْ﴾، أيها القومُ مِن ربِّكم، وقد كَفَرْتم به بعدَ إنْعامِه عليكم النعمةَ التي قد عَلِمْتم، ﴿أَنْ يُعِيدَكُمْ﴾ في البحرِ ﴿تَارَةً أُخْرَى﴾. يقولُ: مَرَّةً أُخرى.

والهاء التي في قوله: ﴿فِيهِ﴾. مِن ذِكْرِ البحر.

كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿أَنْ يُعِيدَكُمْ


(١) بعده في ت ٢: "منه".
(٢) بعده في ص، ت ١، ت ٢، ف: "به". وينظر الأفعال للسرقسطى ١/ ٣٥٦.
(٣) شرح ديوان الأخطل ص ٣٨٧.
(٤) العشار: الإبل التي مضى على حملها عشرة أشهر. اللسان (ع ش ر).
(٥) الهدج: مشى رُوَيْد في ضعف. والرئال، جمع الرأل: ولد النعام. اللسان (هـ د ج، ر أ ل).
(٦) في ت ١، ت ٢، ف: "نعيدكم". وقراءة ابن كثير وأبي عمرو (نعيدكم)، (فنرسل)، (فنغرقكم) ثلاثتها بالنون. السبعة لابن مجاهدٍ ص ٣٨٣.
(٧) في ت ١، ت ٢، ف: "فنرسل".
(٨) في ت ١، ت ٢، ف: "فنغرقكم".