للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ﴾، إلى قولِه: ﴿يَفْقَهُونَ﴾. وذلك أن رسولَ اللهِ أمَر الناسَ أن يَنْبَعِثوا معه، وذلك في الصيفِ، فقال رجالٌ: يا رسولَ اللهِ، الحرُّ شديدٌ ولا نستطيعُ الخروجَ، فلا تَنْفِرْ (١) في الحرِّ. فقال اللهُ: ﴿قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ﴾. فَأَمَرَه اللهُ بالخروجِ (٢).

حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الأَعْلَى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثَوْرٍ، عَن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ﴾. قال: هي (٣) غزوةُ تبوكَ (٤).

حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا عبدُ العزيزِ، قال: ثنا أبو مَعْشرٍ، عن محمدِ بن كعبٍ القُرَظِيِّ وغيرِه، قالوا: خَرَجَ رسولُ اللهِ في حرٍّ شديدٍ إلى تبوكَ، فقال رجلٌ مِن بني سَلِمةَ: ﴿لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ﴾. فأنزَل اللهُ: ﴿قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ﴾ الآية (٥).

حدَّثنا ابن حُمَيدٍ، قال: ثنا سَلَمةُ، عن ابن إسحاقَ، قال: ذَكَر قولَ بعضِهم لبعضٍ، حينَ أُمِر رسولُ اللهِ بالجهادِ، وأجمَع السيرَ إلى تبوكَ على شدةِ الحرِّ وجَدْبِ البلادِ، يقولُ اللهُ جلَّ ثناؤُه: ﴿وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ


(١) غير منقوطة في ص، وفى س: "ينفر"، وفى ف: "ننفر"، وينظر مصدرى التخريج.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٨٥٥ عن محمد بن سعد به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٦٥ إلى ابن مردويه.
(٣) في م: "من"، وفى الدر المنثور "عن". وينظر تفسير عبد الرزاق.
(٤) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٢٨٤ عن معمر به، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٨٥٤ من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٦٥ إلى أبي الشيخ.
(٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٦٥ إلى المصنف.