للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لذلك مِن الشاهدين.

وبنحوِ الذي قلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَمَا كُنْتَ﴾ يا محمدُ ﴿بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ﴾. يقولُ: بجانب غربيِّ الجبلِ، ﴿إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ﴾ (١).

حدَّثنا القاسم، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ، قال: غربيِّ الجبلِ.

حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا الضحاكُ بنُ مَخْلَدٍ، قال: ثنا سفيانُ، عن الأعمشِ، عن عليٍّ بن مدركٍ، عن أبي زرعةَ بن عمرٍو، قال: إنكم أمةَ محمدٍ قد أُجِبتم قبلَ أن تَسألوا. وقرأ: ﴿وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ﴾ (٢).

القول في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٤٥)﴾.

يعنى تعالى ذكرُه بقولِه: ﴿وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا﴾: ولكنا خلَقْنا أُممًا فأحدَثناها مِن بعدِ ذلك، ﴿فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ﴾.


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٨٢ من طريق يزيد به، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٩١ - ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٨٢ - عن معمر، عن قتادة، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٢٩ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٦/ ٢٥٠ عن وكيع ويحيى بن عيسى، عن الأعمش، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٢٩ إلى المصنف. وهو هنا من طريق سفيان، وسيأتي طريق يحيى بن عيسى في ص ٢٦٢.