للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإنما قيل: أولئك؛ لأن "أولئك" و "هؤلاء" للجمعِ القليلِ الذي يَقعُ للتذكيرِ والتأنيثِ، و "هذه" و "تلك" للجمع الكثير، فالتذكير للقليل [من [بابِ إن] (١)] (٢) كان (٣) التذكيرُ في الأسماءِ قبلَ التأنيثِ (٤) [لك التذكيرُ للجمع الأوَّلِ] (٥)، والتأنيتُ للجمعِ الثاني، وهو الجمعُ الكثيرُ؛ لأن العربَ تجعَلُ الجمع على مثالِ الأسماءِ.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (٣٧) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (٣٨)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: ولا تمشِ في الأرضَ مُخْتَالًا مُسْتَكْبِرًا، ﴿إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا﴾. يقولُ: إنك لن تَقطَعَ الأرضَ باخْتيالِك، كما قال رُؤْبة (٦):

* وقاتِمِ (٧) الأعماقِ خاوِى المُخْتَرَقْ *

يعنى بالمُخْتَرَقِ: المُقَطَّعُ.

﴿وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا﴾. [يقولُ: ولن تساوىَ الجبالَ طُولًا] (٨) بفخرِك


= ويروى "الأقوام" بدل "الأيام"، وحينئذ لا شاهد فيه، وزعم ابن عطية أن هذه الرواية هي الصواب وأن الطبري غلط إذ أنشد "الأيام"، وأن الزجاج تبعه في هذا الغلط.
(١) سقط من: ت ١.
(٢) بياض في: ت ٢، وطمس بقدر سبع كلمات في: ف.
(٣) في ت ١: "و".
(٤) بعده في ف جملة غير واضحة حتى قوله: "لك التذكير … ".
(٥) سقط من: ت ١ ف. وفي ص، ت ٢: "والتأنيث".
(٦) هو صدر بيت عجزه:
* مُشتبه الأعلامِ لمّاع الخَفَقْ *
وهو في ديوانه في مجموعة أشعار العرب ص ١٠٤، وينظر الشعر والشعراء ١/ ٦١.
(٧) في ت ١، ف: "قائم"، وفي ت: "قام".
(٨) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ف.