للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنه إذا حضَر أجلُه، فإنه لا يُؤَخَّرُ ساعةً ولا يُقَدَّمُ، وأما ما لم يَحْضُرُ أجله (١)، فإن الله يُؤَخِّرُ ما شاء، ويُقَدِّمُ ما شاء (٢).

القولُ في تأويل قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا يَاأَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (٦) لَوْمَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٧)﴾.

يقول تعالى ذكره: وقال هؤلاء المشركون لك، من قومِك، يا محمد: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ﴾؛ وهو القرآنُ الذي ذكَّر الله بما (٣) فيه [من المواعظ] (٤) خلقَه، ﴿إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ﴾ في دعائك إيانا إلى أن نتبعَك ونَذَرَ آلهتنا، ﴿لَو مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ﴾. قالوا: هَلَّا تَأْتِينا بالملائكة شاهدةً لك على صدق ما تقول، ﴿إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾. يَعْنى: إن كنت صادقا في أن الله بعثك إلينا رسولًا، وأنزل عليك كتابًا، فإنَّ الربَّ الذي فعل ما تَقُولُ بك، لا يَتَعَذَّرُ عليه إرسال ملك من ملائكته معك، حجةً لك علينا، وآيةً لك على نبوَّتِك وصدقِ مقالتك.

والعربُ تَضَعُ موضِعَ "لوما" "لولا"، وموضعَ "لولا" "لوما"، و (٥) من ذلك قول ابن مُقْبِلٍ (٦):

لَوْما الحياءُ ولَوْما الدينُ عِبْتُكما … ببعضِ ما فيكما إذ عِبْتُما عَوَرِى

يُريدُ: لولا الحياء.


(١) في ت ٢، ف: "آجالا".
(٢) جامع معمر (٢٠٣٨٦)، وفيه زيادة من قول ابن المسيب.
(٣) سقط من: م، وفى ص، ت ٢، ف: "بها"، وفى ت ١: "به". وهو تصحيف عما أثبتناه.
(٤) في م: "مواعظ".
(٥) ليست في: ص، م، ت ٢، ف.
(٦) ديوانه ص ٧٦. وفيه: "لولا". في الموضعين، والبيت كما استشهد به المصنف في مجاز القرآن ١/ ٣٤٦.