وتوجيهُ معاني كلامِ اللهِ إلى الأغلبِ أولى من توجيهِه إلى الأنكرِ.
وكذلك أيضًا في قولِ مَن قال: معناه: تَتَقَلَّبُ في أبصارِ الساجدين. وإن كان له وجهٌ، فليس ذلك الظاهرَ مِن معانيه.
فتأويلُ الكلامِ إذن: وتوَكَّلْ على العزيزِ الرحيمِ، الذي يراك حينَ تقومُ إلى صلاتِك، ويَرَى تقلُّبَك في المُؤْتَمِّين بك فيها، بينَ قيامٍ وركوعٍ وسجودٍ وجلوسٍ.
وقولُه: ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: إن ربَّك هو السميعُ تلاوتَك يا محمدُ، وذِكْرَك في صلاتِك ما تَتْلُو وتَذْكُرُ، العليمُ بما تَعْمَلُ فيها ويَعْمَلُ فيها مَن يَتَقَلَّبُ فيها معك، مُؤْتَمًّا بك. يقولُ: فرتِّلْ (١) فيها القرآنَ، وأقِمْ حدودَها، فإنك بمَرْأًى مِن ربِّكَ ومَسْمَعٍ.