وقولُه: ﴿حَدَائِقَ﴾. والحدائقُ ترجمةٌ وبيانٌ عن المفازِ، وجاز أن يُتَرْجَمَ بها عنه؛ لأن المفازَ مصدرٌ من قولِ القائلِ: فاز فلانٌ بهذا الشيءِ. إذا طلَبه فظفِر به، فكأنه قيل: إن للمتقين ظَفَرًا بما طلَبوا من حدائقَ وأعنابٍ.
والحدائقُ جمعُ حديقةٍ، وهى البساتينُ من النخلِ والأعنابِ والأشجارِ المحوطِ عليها الحيطانُ المُحْدِقةُ بها؛ ولإحداقِ الحيطانِ بها تُسَمَّى الحديقةُ حديقةً، فإن لم تكنِ الحيطانُ بها مُحْدِقةً، لم يُقَلْ لها: حديقةٌ. وإحداقُها بها اشتمالُها عليها.
وقولُه: ﴿وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا﴾. يقولُ: ونَواهِدَ في سنٍّ واحدةٍ.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَكَوَاعِبَ﴾. يقولُ: ونَواهِدَ. وقولَه: ﴿أَتْرَابًا﴾. يقولُ: مُسْتَوِياتٍ (١).
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا﴾: يعنى النساءَ المستوياتِ.
حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ في قولِه:
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره - كما في تغليق التعليق ٣/ ٥٠١ - والبيهقي في البعث والنشور (٣٧٧) من طريق أبي صالح به.