للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: ﴿لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً﴾. قال: جعَلها لتَرْكَبوها، وجعَلها زينةً لكم (١).

وكان بعضُ أهلِ العلمِ يرى أن في هذه الآيةِ دلالةً على تحريمِ أكلِ لُحومِ الخيلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن حميدِ، قال: ثنا يحيى بنُ واضحٍ، قال: ثنا أبو حمزةَ (٢)، عن أبي (٣) إسحاقَ، عن رجلٍ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا﴾. قال: هذه للرُّكوبِ. ﴿وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ﴾. قال: هذه للأكلِ.

حدَّثني يعقوبُ، قال: ثنا ابن عُلَيةَ، قال: ثنا (٤) هشامٌ الدَّستوائيُّ، قال: ثنا يحيى بنُ أبي كثيرٍ، عن مولى (٥) نافعِ بن عَلْقمةَ، أن ابنَ عباسٍ كان يَكْرَهُ لحومَ الخيلِ والبغالِ والحميرِ، وكان يقولُ: قال اللهُ: ﴿وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾. فهذه للأكلِ، ﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ


(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٣٥٣ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) في النسخ: "ضمرة"، والمثبت هو الصواب، وهو محمد بن ميمون المروزى أبو حمزة السكرى.
تهذيب الكمال ٢٦/ ٥٤٤ وينظر أيضًا تهذيب الكمال ٣٢/ ٢٣.
(٣) في ت ١، ت ٢: "ابن". وينظر تهذيب الكمال ٢٦/ ٥٤٤.
(٤) بعده في ص، ت ١، ت ٢، ف: "ابن".
(٥) بعده في ت ٢: "عن".