للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معنى: مُرْتَدِفين (١).

حدَّثنا المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا يعقوب بن محمد الزهرى، قال: ثني عبد العزيز بن عمران عن الزَّمْعِي (٢)، عن أبي الحُويرث، عن محمدِ بنِ جُبيرٍ، عن عليٍّ ، قال: نزل جبريلُ في ألف من الملائكة عن ميمنةِ النبي ، وفيها أبو بكر ، ونزل ميكائيل في ألف من الملائكة عن ميسرة النبي ، وأنا فيها (٣).

القول في تأويل قوله: ﴿وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (١٠)﴾.

يقول تعالى ذكرُه: لم يجعَلِ اللَّهُ إرداف الملائكة بعضها بعضًا، وتتابعها بالمصير إليكم أيها المؤمنون مددًا لكم، ﴿إلَّا بُشْرَى﴾ لكم. أي: بشارةً لكم، تُبشِّرُكم بنصر الله إياكم على أعدائكم، ﴿وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ﴾. يقولُ: ولتسكُن قلوبكم بمجيئها (٤) إليكم، وتُوقِنَ بنصرِ (٥) اللهِ لكم، ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ﴾. يقولُ: وما تُنصرون على عدوّكم أيها المؤمنون إلا أنْ ينصرَكم الله عليهم، لا بشدة بأسكم وقواكُم، بل بنصر الله لكم؛ لأن ذلك بيده وإليه، ينْصُرُ من يشاءُ من خلقِه، ﴿إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾. يقول: إن الله الذى ينصركم وبيده نصرُ من يشاءُ من خلقه ﴿عَزِيزٌ﴾ لا يقهرُه شيءٌ، ولا يغْلِبُه غالبٌ،


(١) ينظر المحتسب ١/ ٢٧٣، وتفسير القرطبي ٧/ ٣٧١.
(٢) في م، ت ١، ت ٢، س، ف: "الربعي". والزمعى: موسى بن يعقوب. ينظر تهذيب الكمال ٢٩/ ١٧١.
(٣) نقله ابن كثير في تفسيره ٣/ ٥٦٠ عن المصنف، وعزاه إليه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٧٠.
(٤) في ص، ت ١، س، ف: "لمجيئها".
(٥) في م: "بنصرة".