للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غفرانَ سالفِ ذنوبِك وحادثها، وذنوبِ أهلِ الإيمانِ بك من الرجالِ والنساءِ، ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ﴾. يقولُ: فإن اللَّهَ يعلَمُ متصرَّفكم فيما تتصرَّفون فيه في يقظتكم من الأعمالِ، ومثواكم إذا ثَوَيتم في مضاجعِكم للنومِ ليلًا، لا يخفَى عليه شيءٌ من ذلك، وهو مجازِيكم على جميعِ ذلك.

وقد حدَّثنا أبو كُرَيبٍ، قال: ثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ، قال: ثنا إبراهيمُ بنُ سليمانَ، عن عاصمٍ الأحولِ، عن عبدِ اللهِ بن سَرْجِسَ، قال: أَكَلتُ (١) مع رسولِ الله ، فقلت: غفرَ اللهُ لك يا رسولَ اللهِ (٢). فقال رجلٌ من القومِ: أستَغْفَر لك (٣) رسولُ اللهِ؟ قال: نعم ولك. ثم قرَأ: ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ (٤).

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ (٢٠) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (٢١)﴾.

يقولُ تعالى ذكره: ويقولُ الذين صدَّقوا اللَّهَ ورسولَه: هلَّا نُزِّلت سورةٌ من اللهِ (٥) تَأْمُرُنا بجهادِ أعداءِ الله من الكفارِ، ﴿فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ﴾. يعنى: أنها


(١) في ص، ت ١، ت ٣: "دخلت".
(٢) بعده في مصادر التخريج: "قال: ولك".
(٣) بعده في النسخ والدر المنثور: "يا". والمثبت من بقية مصادر التخريج.
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة - كما في الإتحاف بذيل المطالب (٥٤٠٠) -، وأحمد ٥/ ٨٢ (الميمنية)، ومسلم (٢٣٤٦)، والترمذى في الشمائل (٢٢)، والنسائى في الكبرى (١٠١٢٧) ١٠٢٥٤، ١٠٢٥٥، ١١٤٩٦) من طريق عاصم الأحول به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٦٣ إلى ابن المنذر وابن مردويه.
(٥) في ت ١: "القرآن".