للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ﴾. قال: هذا استفهامٌ، يقول: لعلكم تخلُدون حينَ تَبْنُون هذه الأشياءِ (١)؟

وكان بعضُ أهلِ العربيةِ (٢) يزعُمُ أن ﴿لَعَلَّكُمْ﴾ في هذا الموضعِ بمعنى: "كيما".

وقولُه: ﴿وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ﴾. يقولُ: وإذا سَطَوْتُم سَطَوْتُم قتلًا بالسيوفِ، وضَرْبًا بالسِّياطِ.

كما حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ: ﴿وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ﴾. قال: القتلُ بالسيفِ والسِّياطِ.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٣١) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (١٣٢) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (١٣٣) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٣٤) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٣٥)

يقولُ تعالى ذكرُه مُخبرًا عن قِيلِ هودٍ لقومِه مِن عادٍ: اتَّقُوا عقابَ اللهِ أَيُّها القومُ، بطاعتِكم إياه فيما أمَركم ونَهاكم، وانْتَهُوا عن اللَّهْوِ واللَّعِبِ وظُلْمِ الناسِ وقَهْرِهم بالغَلَبةِ والفسادِ في الأرضِ،

واحْذَروا سَخَطَ الذي أعْطاكم مِن عندِه ما تعلَمون،

وأعانَكم به؛ من بين المواشى والبنين

والبساتينِ والأنهارِ.

﴿إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ﴾ مِن اللهِ ﴿عَظِيمٍ﴾.


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٧٩٥ من طريق أصبغ عن ابن زيد.
(٢) هو الفراء في معاني القرآن ٢/ ٢٨١.