للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعدَها، ما يُنْجينى مِن غضبِ اللهِ ويُوجِبُ لى رِضوانَه.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: ثنا هوذةُ، قال: ثنا عوفٌ، عن الحسنِ في قولِه: ﴿يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (٢٣) يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾. قال: علِم واللهِ أنه لصادقٌ، هنالك حياةٌ طويلةٌ لا موتَ فيها، آخر ما عليه (١).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾: هُناكم واللهِ الحياةُ الطويلةُ.

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثنى الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾. قال: الآخرةِ (٢).

وقولُه: ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (٢٥) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ﴾.

أجمعتِ القرأةُ؛ قرأةُ الأمصارِ في قراءةِ ذلك على كسرِ الذالِ من ﴿يُعَذَّبُ﴾، والثاءِ من ﴿يُوثِقُ﴾ (٣)، خلا الكسائيِّ؛ فإنه قرَأ ذلك بفتحِ الذالِ والثاءِ (٤)، اعتلالًا منه بخبرٍ رُوى عن رسولِ اللهِ أنه قرأه كذلك - واهي الإسنادِ.

حدَّثنا به (٥) ابنُ حميدٍ، قال: ثنا مِهْرانُ، عن خارِجةَ، عن خالدٍ


(١) أخرجه ابنُ أبى شيبة ١٣/ ٥٢٢ عن هوذة به.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٥٠ إلى المصنف وابن المنذر.
(٣) وهى قراءة ابن عامر وابن كثير وعاصم وأبي عمرو وحمزة ونافع وأبى جعفر وخلف. النشر ٢/ ٢٩٩.
(٤) هي قراءة يعقوب والكسائي. المصدر السابق.
(٥) سقط من: ص، م، ت، ت ٢، ت ٣.