للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعد هذه الألفِ، فيخفِضونها أحيانًا، ويرفعونها أحيانًا؛ وذكَر الفرَّاءُ أن بعضَ بني أسدٍ أنشده (١):

يا رَبِّ يَا رَبَّاه إِيَّاكَ أَسَلْ … عَفْرَاءَ يا رَبَّاهِ مِنْ قَبْلِ الأَجَلْ

خفضًا، قال: والخفضُ أكثرُ في كلامِهم، إلا في قولِهم: يا هنَاهُ، ويا هَنْتَاهُ. فإن الرفعَ فيهما أكثرُ من الخفضِ؛ لأنه كثيرٌ في الكلامِ، حتى صار كأنه حرفٌ واحدٌ.

وقولُه: ﴿عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ﴾. يقولُ: على ما ضيَّعْتُ من العملِ بما أمَرني اللهُ به، وقصَّرْتُ في الدنيا في طاعةِ اللهِ.

وبنحوِ الذي قُلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال (٢): ثنا حكامٌ، عن عنبسةَ، عن محمدِ بن عبدِ الرحمنِ، القاسمِ بن أبي بَزَّةَ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ﴾. يقولُ: في أمرِ اللهِ.

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارث، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِ اللهِ: ﴿عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ﴾. قال: في أمرِ اللهِ (٣).


(١) المصدر السابق ٢/ ٤٢٢.
(٢) بعده في ت ١: "ثنا سلمة قال".
(٣) تفسير مجاهد ص ٥٨٠، ومن طريقه أخرجه البيهقي في الأسماء الصفات (٧٧٢)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣٣٣ إلى عبد بن حميد وابن المنذر بلفظ: "في ذكر الله".