للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المؤمنون أن ربَّكم شديدٌ عقابُه لمن افْتَتن بظلمِ نفسِه وخالَف أمرَه فأثِم به.

القول في تأويلِ قولِه: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٢٦)﴾.

وهذا تذكيرٌ من اللهِ ﷿ أصحابَ رسولِ اللهِ ومناصحةٌ (١). يقولُ أطيعوا اللهَ ورسولَه أيُّها المؤمنون، واستجِيبوا له إذا دعاكم لما يُحييكم، ولا تخالِفوا أمرَه وإن أمرَكم بما فيه عليكم المشقّةُ والشدّةُ، فإن اللهَ مُهوِّنُه (٢) عليكم بطاعتِكم إيَّاه، ومُعجِّلٌ (٣) لكم منه ما تُحِبُّون، كما فعَل بكم إذ آمنتُم به واتَّبَعْتُموه وأنتم قليلٌ يَسْتَضْعفُكم الكفارُ فيفتِنُونكم (٤) عن دينِكم، وينالُونكم (٥) بالمكروهِ في أنفسِكم وأعراضِكم، تخافون منهم أن يتخطَّفوكم فيقتُلوكم، ويَصْطَلِموا جميعَكم، ﴿فَآوَاكُمْ﴾. يقولُ: فجعَل لكم مَأْوًى تأوون إليه منهم، ﴿وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ﴾. يقولُ: وقوَّاكم بنصرِه عليهم حتى قتَلتم منهم من قتَلتم يبدرٍ، ﴿وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ﴾. يقولُ: وأَطْعَمكم غنيمتَهم حلالًا طيِّبًا، ﴿لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾. يقولُ: لكى تشكُروا (٦) على ما رزَقكم (٧) وأَنْعَم به عليكم من ذلك وغيرِه من نعمِه عندَكم.

واخْتَلف أهلُ التأويلِ فى ﴿النَّاسُ﴾ الذين عُنوا بقولِه: ﴿أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ


(١) فى ص: "مناصحيه"، وفى ت ١، ت ٢، س: "مناصحته".
(٢) في م: "يهونه".
(٣) فى م: "يعجل".
(٤) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "فيفتنوكم".
(٥) فى ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "ينالوكم".
(٦) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "تشكرون".
(٧) بعده فى ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "من ذلك".