للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم اختلَف أهلُ التأويلِ في الذين عُنُوا بقولهِ: ﴿الْمُقْتَسِمِينَ﴾؛ فقال بعضُهم: عُنِى به اليهودُ والنصارى. وقال: كان اقتسامُهم أنهم اقْتَسَموا القرآنَ وعَضَّوه، فآمَنوا ببعضِه وكفَروا ببعضِه.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني عيسى بنُ عثمانَ الرمليُّ، قال: ثنا يحيى بنُ عيسى، عن الأعمشِ، عن أبى ظَبْيانَ، عن ابن عباسٍ في قولِ اللهِ: ﴿كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (٩٠) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾. قال: هم اليهودُ والنصارى، آمَنوا ببعضٍ وكفَروا ببعضٍ (١).

حدَّثنا أبو كريبٍ ويعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قالا: ثنا هشيمٌ، قال: أخبرَنا أبو بشرٍ، عن سعيدِ بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ في قولِه: ﴿كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (٩٠) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾. قال: هم أهلُ الكتابِ، جزَّءوه، فجعَلوه أعضاءً أعضاءً، فآمَنوا ببعضِه وكفَروا ببعضِه (٢).

حدَّثنا محمدُ بنُ بشارٍ، قال: ثنا مؤمَّلٌ، قال: ثنا سفيانُ، عن الأعمشِ، عن أبى ظَيْبانَ، عن ابن عباسٍ في قولِه: ﴿كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (٩٠) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾. قال: الذين آمَنوا ببعضٍ وكفَروا ببعضٍ (٣).

حدَّثنا ابن المُثَنَّى، قال: ثنا ابن أبى عديٍّ، عن شعبةَ، عن سليمانَ، عن أبي


(١) أخرجه البخارى (٤٧٠٦)، والحاكم (٢/ ٣٥٥) من طريق الأعمش به.
(٢) أخرجه البخارى (٤٧٠٥) عن يعقوب بن إبراهيم - وحده - به، وأخرجه أيضًا (٣٩٤٥) من طريق هشيم به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٠٦ إلى سعيد بن منصور والفريابى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.
(٣) تفسير سفيان ص ١٦١.