سمِع أصواتَهم، فقال: إني لأسمعُ أصواتَ قومٍ لاهِين، فلما عاينهم وقد عكَفوا على العجلِ ألقى الألواحَ فكسَرَها، وأخذَ برأسِ أخيه يجُرُّه إليه.
حدَّثني موسى بنُ هارونَ، قال: ثنا عمرُو بنُ حمادٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ، قال: أخَذ موسى الألواحَ ثم رجَع إلى قومِه غضبانَ أَسِفًا، ﴿قَالَ يَاقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا﴾ إلى قولِه: ﴿فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (٨٧)﴾ [طه: ٨٧] فأَلْقَى مُوسَى الأَلْوَاحَ وأَخَذَ برأسِ أخيهِ يَجُرُّه إليه، ﴿قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي﴾ [طه: ٩٤](١).
حدَّثنا ابن حميدٍ، قال ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ، قال: لما انتهى موسى إلى قومِه فرأى ما هم عليه مِن عبادةِ العجلِ، ألقى الألواحَ مِن يده، ثم أخذ برأسِ أخيه ولحيتِه ويقولُ: ﴿مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (٩٢) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (٩٣)﴾ [طه: ٩٢، ٩٣].
وقال آخرون: إنما ألقى موسى الألواحَ لفضائلَ أصابَها فيها لغيرِ قومِه، فاشتدَّ ذلك عليه.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿أَخَذَ الْأَلْوَاحَ﴾. قال: رَبِّ إنى أجدُ في الألواح أُمةً خيرَ أمةٍ أُخرِجت للناسِ، يأمرُون بالمعروفِ وينهَون عن المنكرِ، اجعلْهم أمّتى. قال: تلكَ أمةُ أحمدَ، قال: ربِّ إنى أجدُ في الألواحِ أمةً هم الآخِرون في الخَلْقِ، السابقون في دخولِ الجنةِ، ربِّ اجعلْهم أمتى. قال: تلك أمةُ أحمدَ. قال: ربِّ إنى أجدُ في الألواحِ أمةً أناجيلُهم