للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْوَتِينَ﴾. قال: حبلَ القلبِ (١).

حدِّثتُ عن الحسينِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ يقولُ: أخبَرنا عبيدٌ، قال: سمِعتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ﴾: وتينَ القلبِ؛ وهو عِرْقٌ يكونُ في القلبِ، فإذا قُطِع مات الإنسانُ (٢).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ﴾. قال: الوتينُ نِياطُ القلبِ، الذى القلبُ مُتعلقٌ به.

وإيَّاه عنى الشماخُ بنُ ضرارٍ التَّغْلِبيُّ بقولِه (٣):

إذا بلَّغتِنِي وحملت رَحْلِي … عَرَابَةَ فَاشْرَقِي بِدَمِ الوَتِينِ

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (٤٧) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (٤٨) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (٤٩) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (٥٠) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (٥١) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٥٢)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: فما منكم أيُّها الناسُ مِن أحدٍ عن محمدٍ، لو تقوَّل علينا بعضَ الأقاويلِ، فَأَخَذْنا منه باليمينِ، ثم لقطَعْنا منه الوتينَ -حاجزين يَحْجِزوننا عن عقوبتِه وما نفْعَلُه به.

وقيل: ﴿حَاجِزِينَ﴾. فجُمِع وهو فعلٌ لـ ﴿أَحَدٍ﴾، و ﴿أَحَدٍ﴾ في لفظِ


(١) أخرجه عبد الرزاق فى تفسيره ٢/ ٣١٥ عن معمر عن قتادة، وعزاه السيوطى في الدر المنثور ٦/ ٢٦٣ إلى عبد بن حميد.
(٢) ذكره الطوسى فى التبيان ١٠/ ١١٠، وابن كثير في تفسيره ٨/ ٢٤٥ بنحوه.
(٣) ديوانه ص ٣٢٣.