للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واحدٍ ردًّا على معناه؛ لأنَّ معناه الجمعُ، والعربُ تَجعَلُ "أحدًا" للواحدِ والاثنينِ والجمعِ، كما قيل: ﴿لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ﴾ [البقرة: ٢٨٥]. و"بين" لا تقعُ إلا على اثنين فصاعدًا.

وقولُه: ﴿وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: وإنَّ هذا القرآنَ ﴿لَتَذْكِرَةٌ﴾. يعني: عظةٌ يُتَذَكَّرُ به ويُتَّعظُ (١)، ﴿لِلْمُتَّقِينَ﴾، وهم الذين يتقون عقابَ اللهِ؛ بأداءِ فرائضِه، واجتنابِ معاصيه.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾. قال: القرآنُ (٢).

وقولُه: ﴿وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: وإنا لنعلَمُ أَنَّ منكم مكذِّبين أيُّها الناسُ بهذا القرآنِ، ﴿وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾. يقولُ جَلَّ ثناؤُه: وإِنَّ التكذيبَ به لحَسْرةٌ وندامةٌ على الكافرين بالقرآنِ يومَ القيامةِ.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدٌ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾: ذاكم يومَ القيامةِ (٢).


(١) بعده في م: "به".
(٢) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٦/ ٢٦٣ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.