للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَحْيُهُ﴾. يعنى: لا تعجل حتى نبيِّنه لك (١).

وحدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ﴾. أي: بيانُه.

وحدَّثنا الحسنُ، قال: أخبرنا عبدُ الرزاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة [في قوله] (٢): ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ﴾. قال: تبيانُه (٣).

حدَّثنا ابن المثنى وابنُ بشارٍ، قالا: ثنا محمد بن جعفرٍ، قال: ثنا شعبة، عن قتادة: ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ﴾. قال: من قبل أن يُبيَّنَ لك بيانُه (٤).

وقوله: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾. يقول تعالى ذكره: وقل يا محمدُ: ربِّ زدني علمًا إلى ما علَّمتنى. أمره بمسألته (٥) من فوائد العلم ما لا يعلمُ.

القولُ في تأويل قوله جلَّ ثناؤه: ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (١١٥)﴾.

يقول تعالى ذكره: وإن يُضَيِّع يا محمد هؤلاء الذين نُصَرِّفُ لهم في هذا القرآن (٦) الوعيد، عهدى، ويخالفوا أمرى، ويترُكوا طاعتى، ويتَّبعوا أمر عدوِّهم إبليس، ويطيعوه في خلاف أمرى، فقديمًا ما فعل ذلك أبوهم آدم، ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا﴾ إليه. يقولُ: ولقد وصَّينا آدمَ وقلنا له: ﴿إِنّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٠٩ إلى عبد بن حميد.
(٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، ف: "ولا تعجل بالقرآن".
(٣) تفسير عبد الرزاق ٢/ ٢٠، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٠٩ إلى عبد بن حميد.
(٤) أخرجه البغوي في الجعديات (١٠٠٧) عن شعبة به.
(٥) سقط من: ص، ت ١، ف، وفى ت ٢: "لمسئلته".
(٦) بعده في م، ت ٢: "من".