للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تَهْجُرُونَ﴾. بفتحِ التاءِ وضمِّ الجيمِ (١).

ولقراءةِ من قرأ ذلك كذلك وجهان من المعنى؛ أحدُهما، أن يكونَ عنى أنه وصفهم بالإعراض عن القرآن أو البيت أو رسول الله ورفضه. والآخرُ، أن يكونَ عنى أنهم يقولون شيئًا من القول، كما يَهجُرُ الرجلُ في منامِه، وذلك إذا هَذَى. فكأنه وصفهم بأنهم يقولون في القرآن ما لا معنى له من القول، وذلك أن يَقولوا فيه باطلًا من القولِ الذي لا يَضرُّه.

وقد جاء بكلا القولينِ التأويلُ مِن أهل التأويلِ.

ذكرُ مَن قال: كانوا يُعْرِضون عن ذكرِ اللَّهِ والحَقِّ وَيَهجُرُونَه

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿تَهْجُرُونَ﴾. قال: تَهْجُرُون ذكرَ اللَّهِ والحقَّ (٢).

[حدَّثنا ابن المثنى، قال: ثنا عبدُ الصمدِ، قال: ثنا شعبةُ، عن السديِّ، عن أبي صالحٍ في قولهِ: ﴿سَامِرًا تَهْجُرُونَ﴾. قال: السبُّ] (٣).

ذكرُ مَن قال: كانوا يقولون الباطلَ والسيئَ من القولِ في القرآنِ

حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا سفيانُ، عن حصينٍ، عن سعيدِ بن جُبيرٍ: ﴿تَهْجُرُونَ﴾. قال: تَهجُرُون في الباطلِ (٤).

قال: ثنا يحيى، عن سفيانَ، عن حصينٍ، عن سعيدٍ بن جبيرٍ: ﴿سَامِرًا


(١) وهي قراءة ابن كثير وعاصم وأبي عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي. ينظر السبعة لابن مجاهد ص ٤٤٦.
(٢) ينظر البحر المحيط ٦/ ٤١٣.
(٣) هكذا في النسخ وكأن موضعه ضمن ما استدل به للقول التالى.
(٤) تفسير سفيان ص ٢١٧ بلفظ: وتقولون غير الحق.