للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: هَبْ لنا قرّةَ أعينٍ. وقد ذكَر الأزواجَ والذُّرِّياتِ وهم جمعٌ، وقولُه: ﴿قُرَّةَ أَعْيُنٍ﴾. واحدةٌ؛ لأن قولَه: ﴿قُرَّةَ أَعْيُنٍ﴾. مصدرٌ من قولِ القائلِ: قرَّت عينُك قُرَّةً. والمصدرُ لا تكاد العربُ تجمَعُه.

وقولُه: ﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾. اختلَف أهلُ التأويلِ في تأويلِه؛ فقال بعضُهم: معناه: اجعَلْنا أئمةً يَقتَدِى بنا مَن بعدَنا.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني (١) عبدُ الأعلى بنُ واصلٍ، قال: ثنى عونُ بنُ سلامٍ، قال: أخبَرنا بشرُ بنُ عُمارةً، عن أبي روقٍ، عن الضحاكِ، عن ابن عباسٍ في قولِه: ﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾. يقولُ: أئمةً يُقتَدى بنا.

حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾: أئمةَ التقوى، ولأهلِه (٢)، يُقتَدى بنا (٣).

قال ابن زيدٍ (٤): كما قال لإبراهيمَ (٥): ﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾ [البقرة: ١٢٤].

وقال آخرون: بل معناه: واجعَلْنا للمتقين إمامًا نأتمُّ بهم، ويأتمُّ بنا مَن بعدَنا.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا مُؤمَّلٌ، قال: ثنا ابن عيينةَ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن


(١) بعده في م: "ابن".
(٢) كذا في النسخ، ولعلها: "الهدى".
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٧٤٢ (١٥٤٨٧) من طريق أبى صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٨١ إلى ابن المنذر.
(٤) كذا في النسخ، لم يذكرا الإسناد إلى ابن زيد، وإسناد ابن زيد دائر معروف.
(٥) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، ف: "إبراهيم".