للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُكايِدُه (١) حتى يَقْطَعَ أصلَه عنه، فكايَد ذلك حتى قطَع أصلَه عنه، ﴿فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ﴾. ما دخَلَهم مِن ذلك، وغاظَهم اللَّهُ به مِن نصرةِ النبيِّ وما يَنْزِلُ عليه (٢).

وقال آخرون (٣) ممن قال: الهاءُ التي في قولِه: ﴿يَنْصُرَهُ﴾. مِن ذكرِ محمدٍ : معنى النصرِ ههنا الرزقُ. فعلى قولِ هؤلاء تأويلُ الكلامِ: مَن كان يَظُنُّ أن لن يَرْزُقَ اللَّهُ محمدًا في الدنيا، ولن يُعْطِيَه. وذكَروا سماعًا من العربِ: مَن يَنْصُرْنى نصرَه اللَّهُ. بمعنى: مَن يُعْطِنى أعطاه اللَّهُ. وحكَوا أيضًا سماعًا منهم: نصَر المطرُ أرضَ كذا. إذا جادَها وأحْياها. واسْتُشْهِد (٤) لذلك ببيتِ الفَقْعَسيِّ (٥):

وإنَّكَ لا تُعطِى امرَأً فوْقَ حظِّهِ … ولا تَمْلِكُ الشِّقَّ الذي الغيثُ ناصرُهْ

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا ابن عطيةَ، قال: ثنا إسرائيلُ، عن أبي إسحاقَ، عن التميميِّ، قال: قلتُ لابنِ عباسٍ: أرأيْتَ قولَه: ﴿مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ﴾. قال: مَن كان يَظُنُّ أن لن يَنْصُرَ اللَّهُ محمدًا، فلْيَرْبِطْ حبلًا في سقفٍ، ثم لْيَخْتَنِقْ به حتى يموتَ (٦).


(١) في ص، ف: "يكابده".
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٤٧ إلى ابن أبي حاتم مختصرا.
(٣) ينظر مجاز القرآن لأبى عبيدة ٢/ ٤٦.
(٤) في ت ١: "واستشهدوا".
(٥) مجاز القرآن ٢/ ٤٧، والتبيان ٧/ ٢٦٥، وتفسير القرطبي ١٢/ ٢٢.
(٦) أخرجه الحاكم ٢/ ٣٨٦ من طريق أبى إسحاق به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٤٧ إلى الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.