للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النهارِ (١).

حدَّثنا موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ، قال: دخَلها نصفَ النهارِ (٢).

وقولُه: ﴿فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ﴾. يقولُ: هذا من أهلِ دينِ موسى من بني إسرائيلَ، ﴿وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ﴾: من القِبطِ من قومِ فرعونَ، ﴿فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ﴾. يقولُ: فَاسْتَغاثَه الذي هو مِن أهلِ دينِ موسى ﴿عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ﴾ من القِبط، ﴿فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ﴾. يقولُ: فلَكَزه ولَهَزه فِي صَدْرِهِ بِجُمْعِ كَفِّه.

وبنحوِ الذي قُلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا حفصٌ، عن الأعمشِ، عن سعيدِ بن جُبَيرٍ، قال: أساء موسى من حيثُ أساء وهو شديدُ الغَضَبِ شديدُ القُوَّةِ، فمرَّ برجلٍ من القِبطِ، قد تَسَخَّر رجلًا مِن المسلمين. قال: فلمَّا رأى موسى اسْتَغاث به. قال: يا موسى. فَقال موسى: خلِّ سبيلَه. فقال: قد هَمَمْتُ أن أحملَه عليك. فوَكَزه موسى، فقَضَى عليه، قال: حتى إذا كان الغدُ نصفَ النهارِ، خرَج ينظُرُ الخبرَ. قال: فإذا ذاك الرجلُ قد أخَذه آخرُ في مثلِ حَدِّه. قال: فقال: يا موسى. قال: فاشْتَدَّ غَضَبُ موسى. قال: فأهْوى. قال: فخافَ أن يكونَ إيَّاه يريدُ. قال: فقال:


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٥٣ من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٨٩ عن معمر عن قتادة به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٢٢ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) تقدم أوله في ص ١٥٠.