للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واحدةٍ، ولا مرَّةً بعد مرةٍ، وبابًا بعدَ بابٍ، فكلا المعنيين في ذلك صحيحٌ. وكذلك الياءُ والتاءُ في "يُفْتَحُ" و"تُفَتَّحُ"؛ لأن الياءَ بناءٌ على فعل الواحد للتوحيد، والتاء لأن الأبواب جماعة، فيُخْبَرُ عنها خبرُ الجماعة.

القولُ في تأويل قوله جلَّ وعزَّ: ﴿وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (٤٠)﴾.

يقولُ جلَّ ثناؤه: ولا يَدْخُلُ هؤلاء الذين كذبوا بآياتِنا واسْتَكْبَروا عنها، الجنةَ التي أعَدَّها اللَّهُ لأوليائه المؤمنين أبدًا، كما لا يَلِجُ الجملُ في سمِّ الخياط أبدًا، وذلك ثَقْبُ الإبرة.

وكلُّ ثَقبٍ في عينٍ أو أنفٍ أو [أُذنٍ] (١) أو غير ذلك، فإن العرب تُسَمِّيه سمًّا، وتَجْمَعُه سُمومًا وسمامًا، والسِّمامُ في جمع السَّمِّ القاتل أشهرُ وأفصحُ مِن السُّمومِ، والسُّمومُ في جمعِ السَّمِّ الذي هو بمعنى الثَّقْبِ أفصحُ، وكلاهما في العرب مُسْتَفِيضٌ، وقد يقالُ لواحدِ السُّموم التي هي الثُّقوبُ: سَمٌّ وسُمٌّ. بفتح السين وضمِّها، ومِن السَّمِّ الذي بمعنى الثَّقْبِ قولُ الفَرَزْدَقِ (٢):

فنفَّستُ عن سَمَّيْه حتى تنفَّسَا … وقلت له لا تَخْشَ شيئًا وَرائِيَا

يعنى بـ "بسَمَّيْه" ثَقْبَيْ أَنفِه.

وأما الخياطُ فإنه المخيطُ، وهى الإبرةُ، قيل لها: خياطٌ و: مخيطٌ، كما قيل: قِناعٌ و: مِقْنَعٌ، وإزارٌ و: مِئزَرٌ، و: قرام [و: مِقْرَمٌ] (٣)، و: لحافٌ و: مِلْحَفٌ.


(١) سقط من: ص م، ت ١، ٢، ت ٣، س، ف.
(٢) ديوانه ص ٨٩٥.
(٣) سقط من: ص، ت ١، ت ١، س، ف.