للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بحميمٍ وغَسَّاقٍ، وآخر من شكله أزواجٍ، فيقولون ذلك حتى تَخْرُجَ، ثم يُعْرَجُ بها إلى السماءِ، فيُسْتَفْتَحُ لها، فيُقالُ: مَن هذا؟ فيقولون: فلانٌ. فيقولون: لا مرحبًا بالنفس الخبيثة، كانت في الجسد الخبيثِ، ارْجِعِى ذَميمةً، فإنه لم (١) تُفْتَحْ لك أبوابُ السماءِ. فتُرْسَلُ بينَ السماء والأرضِ، فتَصِيرُ إلى القبرِ" (٢).

حدَّثني محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بن عبدِ الحكم، قال: ثنا ابن أَبي فُدَيْكٍ، قال: ثنى ابن أبي ذئبٍ، عن محمد بن عمرو بن عطاءٍ، عن سعيدِ بن يَسارٍ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ بنحوه.

واخْتَلَفَت القرأةُ في قراءة ذلك؛ فقرأته عامة قرأة الكوفة: (لا يُفْتَحُ لهم أبوابُ السماءِ) بالياء من "يُفْتَحُ" وتخفيف التاءِ منها (٣). بمعنى: لا يُفْتَحُ لهم جميعًا (٤) بمرةٍ واحدة وفتحةٍ واحدةٍ.

وقرأ ذلك بعضُ المدنيين وبعضُ الكوفيين: ﴿لَا تُفَتَّحُ﴾ بالتاء وتشديد التاءِ الثانية (٥). بمعنى: لا يُفْتَحُ لهم بابٌ بعد بابٍ، وشيءٌ بعد شيءٍ.

والصواب في ذلك (٦) من القول أن يقال: إنهما قراءتان مشهورتان، صحيحتا المعنى، وذلك أن أرواح الكفار لا تُفتَّحُ لها ولا لأعمالهم الخبيثة أبوابُ السماء بمرَّةٍ


(١) في م: "لا".
(٢) أخرجه أحمد ١٤/ ٣٧٧، ٣٧٨ (٨٧٦٩)، ٦/ ١٣٩ (الميمنية)، وابن ماجه (٤٢٦٢، ٤٢٦٨)، والنسائى في الكبرى (١١٤٤٢)، وابن خزيمة في التوحيد ١/ ٢٧٦، ٢٧٧ من طريق ابن أبي ذئب به، وأخرجه ابن حبان (٣٠١٤)، والحاكم ١/ ٣٥٢، ٣٥٣ من طريق قسامة بن زهير، عن أبي هريرة، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٨٣ إلى البيهقى في البعث.
(٣) وهى قراءة حمزة والكسائى وخلف. النشر ٢/ ٢٠٢.
(٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "جميعها".
(٥) وهى قراءة نافع وابن كثير وعاصم وابن عامر وأبى جعفر ويعقوب، وقرأ أبو عمرو بالتأنيث والتخفيف. النشر ٢/ ٢٠٢.
(٦) بعده في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "عندى".