للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القولُ في تأويلِ قولِه جلَّ ثناؤُه: ﴿لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾.

يعنى بقولِه جلَّ ثناؤُه: ﴿لَهَا﴾: للنفسِ التي أخْبَر أنه لا يُكَلِّفُها إلا وسعَها. يَقُولُ: لكلِّ نفسٍ ما اجْترَحَت وعمِلَت مِن خيرٍ. ﴿وَعَلَيْهَا﴾. يعنى: وعلى كلِّ نفسٍ ﴿مَا اكْتَسَبَتْ﴾: ما عَمِلَت مِن شَرٍّ.

كما حدَّثنا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ﴾ أَيْ: مِن خيرٍ، ﴿وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾ أي: من شرٍّ. أو قال: مِن سُوءٍ.

حدَّثني موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسْباطُ، عن السديِّ: ﴿لَهَا مَا كَسَبَتْ﴾. يقولُ: ما عمِلَت مِن خيرٍ، ﴿وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾. يقولُ: وعليها ما عمِلَت مِن شرٍّ.

حُدِّثْتُ عن عمارٍ، قال: ثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن قتادةَ مثلَه.

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جُريجٍ، عن الزهريِّ، عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ: ﴿لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾، عملُ اليدِ والرِّجْلِ واللسانِ (١).

فتأويلُ الآيةِ إذنْ: لا يُكَلِّفُ اللهُ نفسًا إلا ما يَسَعُها فلا يَجْهَدُها ولا يُضَيِّقُ عليها في أمرِ دينِها، فيُؤاخِذها بهِمَّةٍ إن همَّت، ولا بوَسْوَسةٍ إن عَرَضَت لها، ولا بخَطْرَةٍ إِن خَطَرَت بقلبِها، [ولكنه يؤاخذُها بما عمِلت فتعمَّدت وقصَدت عملَه من خيرٍ أو شرٍّ] (٢).


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٥٧٨، ٥٧٩ (٣٠٨٧، ٣٠٩٠) من طريق سعيد بن مرجانة، عن ابن عباس.
(٢) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س.