للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حُدِّثْتُ عن الحسين، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قال: سمِعتُ الضحاكَ يقولُ فى قولِه: (نَفْسًا زاكيةً (١)): بمعنى تائبةٍ.

ذكرُ مَن قال: معناها: المسلمةُ التى لا ذنبَ لها

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابنِ جريجٍ، قال: أخبَرني يَعلَى بنُ مسلمٍ، أنه سمِع سعيدَ بنَ جبيرٍ يقولُ: وجَد خَضِرٌ غِلْمَانًا يلعَبون، فأَخَذ غلامًا ظريفًا، فأضْجَعَه ثم ذبَحه بالسكينِ - قال: وأخبَرنى وهبُ بنُ سليمانَ، عن شُعيبٍ الجَبَائيِّ، قال: اسمُ الغلامِ الذي قتله الخَضِرُ جَيْسُورُ (٢) - (قال أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَاكِيَةً (٣)). قال: مُسْلِمةً. قال: وقرَأها ابنُ عباسٍ: ﴿زَكِيَّةً﴾. كقولِك: زكِيًّا (٤).

وكان بعضُ أهلِ العلمِ بكلامِ العربِ من أهل الكوفة يقولُ: معنى "الزَّكِيَّةِ" و "الزاكية" واحدٌ، كـ "القاسِيَةِ" و "القَسِيَّةِ" (٥). ويقولُ: هى التى لم


(١) في م: "زكية".
(٢) في الأصل: "خيسور"، وفى ت ١، ف: "حنسور"، وغير منقوطة فى ص. والمثبت موافق لما في مصادر التخريج، وما فى ت ١، ف، كالنسخة التي ذكرها الحافظ في الفتح ٨/ ٤٢٠ عن المصنف، وفي هذا الاسم أوجه كثيرة استقصاها الحافظ في الفتح، فانظرها فيه.
وقول شعيب هذا أخرجه أحمد في العلل برواية عبد الله ١/ ١٠١، ١٠٢ (٤١٢، ٤١٦)، والدارقطني في المؤتلف ٢/ ٨٠٦ من طريق حجاج، عن ابن جريجٍ، عن وهب به، وعزاه السيوطى في الدر المنثور ٤/ ٢٣٦ إلى ابن أبي حاتم.
(٣) في الأصل، ص، ت ٢: "زكية".
(٤) جزء من حديث طويل أخرجه أحمد ٥/ ١٢٠ (الميمنية)، مختصرًا، والبخاري (٤٧٢٦) كلاهما من طريق ابن جريج عن يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار، عن سعيد به.
(٥) يشير بذلك إلى الآية ١٣ من سورة "المائدة"، والقراءة الأولى قراءة ابن كثير ونافع وعاصم وأبي عمرو وابن عامر، والقراءة الثانية قراءة حمزة والكسائي. السبعة لابن مجاهد ص ٢٤٣.