للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تفسير سورةِ "ويلٌ لكلِّ همزةٍ"

القول في تأويل قوله جل ثناؤُه وتقدست أسماؤه: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (٢) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (٣) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (٩)﴾.

يعني تعالى ذكره بقوله: ﴿وَيْلٌ لِّكُلَّ هُمَزَةٍ﴾: الوادى يسيل من صديدِ أهل النار وقيحهم، ﴿لِكُلِّ هُمَزَةٍ﴾. يقولُ: لكلِّ مغتابٍ للناس، يغتابهم ويغُضُّهم (١). كما قال زيادٌ الأعجم (٢):

تُدْلى بوُدِّى إذا لاقَيْتَنى كَذِبًا … وإن أُغَيَّبْ فأنت الهامِزُ اللُّمَزَهْ

ويعني باللمزةِ: الذي يعيبُ الناسَ، ويطعُنُ فيهم.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدثنا مُشَرَّفُ (٣) بنُ أبانٍ، قال: ثنا وكيعٌ، [عن أبيه] (٤)، عن رجلٍ لم يسمِّه، عن أبي الجوزاء، قال: قلت لابن عباس: مَنْ هؤلاء (٥) الذين


(١) في ت ٢، ت ٣: "يبغضهم".
(٢) البيت في مجاز القرآن ٢/ ٣١١، وإصلاح المنطق ص ٤٢٨، وتفسير القرطبي ١٨/ ٢٣٢، ٢٠/ ١٨٢، واللسان (هـ م ز).
(٣) في م، ت ٢، ت ٣: "مسروق". وينظر ما تقدم في ٢/ ٧٣٤.
(٤) سقط من: م.
(٥) بعده في م، ت ١: "هم".