للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: مُلِّكوا الأرضَ وعمروها.

حدَّثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهد: ﴿وَأَثَارُوا الْأَرْضَ﴾. قال: حرَّثوها (١).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة قولَه: ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا في الْأَرْضِ﴾. إلى قوله: ﴿وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا﴾، كقوله: ﴿وَآثَارًا فِي] (٢) الْأَرْضِ﴾ [غافر: ٢١]. وقولُه: ﴿وَعَمَرُوهَا﴾: أكثَرَ مما عمَر هؤلاء، ﴿وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ﴾.

القولُ في تأويل قوله تعالى: ﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (١٠)﴾.

يقول تعالى ذكرُه: ثم كان آخرَ أمرٍ مَن كفّر من هؤلاء الذين أثاروا الأرضَ وعمروها، وجاءتهم رسلهم بالبيناتِ، بالله وكذَّبوا رسلَه، فأساءوا بذلك من فعليهمِ ﴿السُّوأَى﴾. يعنى: الخَلَّةُ التى هى أسوأُ من فعلِهم؛ أما في الدنيا فالبوارُ والهلاكُ، وأمَّا في الآخرة فالنارُ، لا يُخْرَجون منها ولا هم يُستعتَبون.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ


(١) تفسير مجاهد ص ٥٣٨، وعزاه السيوطي فى الدر المنثور ٥/ ١٥٢ إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) في ت ٢: "وأثاروا".