للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فدخَل، فلما وقَف على بابِ البيتِ، طارت إليه تلك العصا فأخَذها، فقال: ارْدُدْها وخُذْ أُخرى مكانَها. قال: فردَّها، ثم ذَهَب ليأخذَ أخرى، فطارت إليه كما هي، فقال: [لا، ارْدُدْها] (١). حتى فعل ذلك ثلاثًا، فقال: ارْدُدُها. فقال: لا آخُذُ (٢) غيرَها اليومَ. فالْتَفَت إلى ابنتِه، فقال: [يا بُنَيَّةُ] (٣)، إن زوجَك لنبيٌّ.

ذكرُ مَن قال: التي كانت آيةً عصًا أعطاها موسى جبريلُ

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن أبي بكرٍ، قال: سألتُ عكرِمةَ، فقال: أما عصا موسى، فإنها خرج بها آدم من الجنَّةِ، ثم قبَضها بعدَ ذلك جبريلُ ، فلَقِى موسى بها ليلًا فدفعَها إليه.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (٢٩)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: فلما وفَّى موسى صاحبَه الأجلَ الذي فارَقه عليه عندَ إنكاحِه إياه ابنته. وذُكِر أن الذي وفَّاه من الأجلين أتمُّهما وأكملُهما، وذلك العَشْرُ الحِجَج، على أن بعضَ أهلِ العلمِ قد رُوِى عنه أنه قال: زاد مع العشرِ عَشْرًا أُخرى.

ذكرُ مَن قال: الذي قضَى من ذلك هو الحِجَجُ العَشْرُ

حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ، قال: ثنا سفيانُ، عن عطاءِ بن السائبِ، عن سعيدِ بن جبيرٍ، قال: سألتُ ابنَ عباسٍ: أيَّ الأجلين قضَى موسى؟


(١) في م: "لا أردها"، وفي ت ١: "له ارددها".
(٢) في م: "أجد".
(٣) في م: "لابنته".