للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرجالَ لَيَقولون مُنكرًا مِن القولِ الذي لا تُعْرَفُ صحتُه، ﴿وَزُورًا﴾. يعني: كَذِبًا.

كما حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: ﴿مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا﴾. قال: الزُّورُ الكَذِبُ (١).

﴿وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ﴾. يقولُ جلّ ثناؤُه: وإن اللَّهَ لذو عفوٍ وصفْحٍ عن ذنوبِ عبادِه إذا تابوا منها وأَنابوا، غفورٌ لهم أنْ يعاقِبَهم عليها بعدَ التوبةِ.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٢)(٢).

يقولُ جلّ ثناؤُه: والذين يقولون لنسائِهم: أنتُنّ علينا كظُهورِ أمهاتِنا.

وقولُه: ﴿ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا﴾. اختلَف أهلُ العلمِ في معنى العَوْدِ لما قال المُظاهرُ (٣)؛ فقال بعضُهم: هو الرُّجُوعُ في تحريمِ ما حرَّم على نفسِه مِن زوجتِه التي كانت له حلالًا قبلَ تَظاهُرِه، فيُحلُّها بعد تحريمِه إيَّاها على نفسِه، بعزمِه على غِشيانِها ووَطْئِها.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: ثنا عبدُ الأعلى، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا﴾. قال: يريدُ أن يَغْشَى بعدَ قولِه.

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ مثلَه.


(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٧٨ عن معمر به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٨٢ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) بعده في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "وقوله ﴿وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ﴾ ".
(٣) في ص، ت ١: "المتظاهر".