للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذي قد غمَرَهم دَنَسُه، وعلاهم رِجْسُه، يتردَّدون حَيارَى ضُلَّالًا، لا يجدون إلى المَخْرَجِ منه سبيلًا؛ لأن اللهَ قد طبَع على قلوبِهم، وختَم عليها، وأَعْمَى أبصارَهم عن الهدَى وأغشاها (١)، فلا يُبْصِرونَ رُشْدًا، ولا يهتَدون سبيلًا.

وبنحوِ ما قلنا في العَمَهِ جاء تأويلُ المتأوِّلين.

حدَّثني موسى بنُ هارونَ، قال: حدَّثنا عمرٌو، قال: حدَّثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ في خبرٍ ذكَره عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابنِ عباسٍ، وعن مُرَّةَ، عن ابنِ مسعودٍ، وعن ناسٍ من أصحابِ النبيِّ : ﴿يَعْمَهُونَ﴾: يتمادَوْن في كفرِهم (٢).

حدَّثني المُثَنَّى بنُ إبراهِيمَ، قال: حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ، عن معاويةَ بنِ صالحٍ، عن عليٍّ بنِ أبي طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ: ﴿يَعْمَهُونَ﴾. قال: يتمادَوْن (٣).

حُدِّثت عن المِنْجابِ، قال: حدَّثنا بشرٌ، عن أبي رَوْقٍ، عن الضحَّاكِ، عن ابنِ عباسٍ في قولِه: ﴿يَعْمَهُونَ﴾. قال: يتردَّدون (٤).

حدَّثنا القاسمُ، قال: حدَّثنا الحسينُ، قال: حدَّثني حجَّاجٌ، عن ابنِ جُريجٍ، قال: قال ابنُ عباسٍ: ﴿يَعْمَهُونَ﴾: المتلدِّدُ (٥).


(١) في ص: "أعشاها"، وفي ت ٢: "أعشاهم".
(٢) تقدم أول هذا الأثر في ص ٣٢١، ٣٢٢.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٤٩ (١٤٩) من طريق عبد الله بن صالح به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٣١ إلى ابن المنذر.
(٤) تقدم في ص ٣٢١.
(٥) سقط من: ص، وفي ت ١: "التلذذ"، وفي ت ٢: "المتلذذ". وتلدد: تلفت يمينا وشمالا وتحير متبلدا. اللسان (ل د د).