للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما (١) جازتِ الإضافةُ مكانَ "مِن" ولم يتغيَّرِ المعنى، استجازوا أن يقولوا: اخترتُكم رجلًا. و: اخترتُ منكم رجلًا. وقد قال الشاعرُ (٢)

* [فقُلْتُ له اخترْها قَلُوصًا سَمِينَةً*

وقال الراجز (٣):] (٤)

تحتَ التي اختارَ (٥) له اللَّهُ الشَّجَرُ

بمعنى: اختارها اللَّهُ له مِن الشجرِ.

وهذا القولُ الثاني أولى عندى في ذلك بالصوابِ؛ لدلالةِ الاختيارِ على طلبِ "من" التي بمعنى التبعيضِ، ومِن شأنِ العربِ أن تحذفَ الشيءَ مِن حشوِ الكلامِ إذا عُرِف موضعُه، وكان فيما أظهَرتْ دلالةٌ على ما حذَفتْ، فهذا مِن ذلك إن شاء اللَّهُ.

وقد بيَّنا معنى "الرجفةِ" فيما مضى بشواهدِها (٦)، وأنها ما رجَف بالقومِ وزعزَعَهُم (٧) وحرَّكهم؛ أهلَكَهم (٨) بعدُ فأماتهم، أو أصْعَقهم فسلَب أفهامَهم.

وقد ذكرْنا الروايةَ في (٩) هذا الموضعِ، وقولَ مَن قال: إنها كانت صاعقةً أماتَتْهم (١٠).


(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "فإذا".
(٢) هو الراعى النميري، وهذه رواية الفراء في معاني القرآن، ورواية الديوان:
*فقلت لرب الناب خذها ثنية*
(٣) هو العجاج، والبيت في ديوانه ص ٧.
(٤) سقط من: ت ١، ت ٢، ف.
(٥) في ص، ت ١، س، ف: "اختارها".
(٦) تقدم في ص ٣٠٢.
(٧) في ص، ت ١، س، ف: "رعوبهم"، وفى م: "أرعبهم".
(٨) في ص، م: "وأهلكهم".
(٩) بعده في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "غير".
(١٠) ينظر ما تقدم ص ٤٦٨ - ٤٧٣.