للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المهاد اسم الموضع، وأن المهد الفعل. قال: وهو مثلُ الفَرْشِ والفراش.

وقرأ ذلك عامة قرأة الكوفيين: ﴿مَهْدًا﴾ (١). بمعنى: الذي مهَّدَكم (٢) الأرضَ مَهْدًا (٣).

والصوابُ من القول في ذلك أن يقال: إنهما قراءتان [متقاربتا المعنى؛ لأن الأرضَ إذا كان اللهُ قد جعلها مهادًا لخلقه فقد مَهَّدَهُموها، وإن كان قد مَهّدَهُموها فقد جعلها لهم مهادًا، وهما مع ذلك قراءتان] (٤) مُسْتَفِيضتان في قرأة الأمصار، مشهورتان، فبأيتهما قرأ القارئ فمُصِيبٌ الصواب فيها.

وقوله: ﴿وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا﴾. يقول: وأَنْهَج لكم في الأرضِ طرقًا.

والهاء في قوله: ﴿فِيهَا﴾ من ذكرِ الأَرضِ.

كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا﴾. أي: طرقًا (٥).

وقوله: ﴿وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾. يقولُ: وأَنْزَلَ مِن السماءِ مطرًا ﴿فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى﴾. وهذا خبرٌ مِن الله تعالى ذكره عن إنعامه على خلقه بما يُحْدِثُ لهم من الغيث الذي يُنْزِلُه من سمائه إلى أرضه، بعد تناهي خبره عن جواب موسى فرعون عما سأله عنه، وثنائه على ربِّه بما هو أهله، يقولُ جلَّ ثناؤه: فأَخْرَجْنا


(١) وهى قراءة عاصم وحمزة والكسائي. السبعة لابن مجاهد ص ٤١٨.
(٢) في م: "مهد لكم".
(٣) سقط من: ص، ت ١، ف.
(٤) سقط من: ص، م، ت ١، ف.
(٥) تقدم تخريجه في ١٤/ ١٩١.