للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَعادُ كلِّ عاملٍ وعملِه، وهو مُجازٍ جميعَهم بأعمالِهم.

كما حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريجٍ: ﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ﴾. قال: فيقضِى بينَهم بحكمِه بالعدلِ. يقولُ (١): ﴿فَاعْبُدْهُ﴾: فاعبُدْ ربَّك يا محمدُ، ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾. يقولُ: وفوِّضْ أمرَك إليه، وثِقْ به وبكفايتِه، فإنه كافٍ مَن توكَّلَ عليه (٢).

وقولُه: ﴿وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾. يقولُ: وما ربُّك يا محمدُ بساهٍ عما يعمَلُ هؤلاء المشركون من قومِك، بل هو محيطٌ به، لا يعزُبُ عنه شيءٌ منه، وهو لهم بالمرصادِ، فلا يَحزُنْك إعراضُهم عنك، ولا تكذيبُهم بما جئتَهم به من الحقِّ، وامضِ لأمرِ ربِّك، فإنك بأَعْينِنا.

حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا زيدُ بنُ الحُبابِ، عن جعفرِ بنِ سليمانَ، عن أبي عمرانَ الجَوْنيِّ، عن عبدِ اللهِ بنِ رباحٍ، عن كعبٍ، قال: خاتمةُ التوراةِ خاتمةُ هودٍ (٣) (*).

آخرُ تفسيرِ سورةِ هودٍ، والحمدُ للهِ وحدَه.

يتلوه تفسيرُ السورةِ التي يُذكَرُ فيها يوسفُ. وهو آخرُ المجلدِ الثاني عشرَ. والحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ على محمدٍ وآلِه وصحبِه وسلَّم.


(١) سقط من: ص، ت ٢، ف.
(٢) عزاه السيوطي فى الدر المنثور ٣/ ٣٥٧ إلى المصنف وابن أبي حاتم وأبى الشيخ.
(٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ٤/ ٢٩٣ عن المصنف، وأخرجه الدارمي ٢/ ٤٥٣، وابن الضريس في فضائل القرآن (١٩٩)، وأبو نعيم في الحلية ٥/ ٣٧٨، من طريق أبي عمران به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٥٧ إلى عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وأبى الشيخ.
(*) بعده في الأصل: "تم السفر بحمد الله". وبذلك ينتهى الجزء الثالث والثلاثون من مخطوطة خزانة القرويين (الأصل).