للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقولُ تعالى ذكرُه: وحرَّم هؤلاء الجَهَلةُ مِن المشركين ظهورَ بعضِ أنعامِهم، فلا يَرْكَبون ظهورَها، وهم يَنْتَفِعون برِسْلِها (١) ونِتَاجِها (٢) وسائرِ الأشياءِ منها، غيرَ ظهورِها للركوبِ، وحرَّموا مِن أنعامِهم أنعامًا أُخَرَ، فلا يَحُجُّون عليها، ولا يَذْكُرون اسمَ اللهِ عليها إن ركِبوها بحالٍ، ولا إن حلَبوها، ولا إن حمَلوا عليها.

وبما قلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا سفيانُ، قال: ثنا أبو بكرِ بنُ عياشٍ، عن عاصمٍ، قال: قال لى أبو وائلٍ: أَتَدْرِى ما ﴿أَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا﴾؟ قال: قلتُ: لا. قال: أنعامٌ لا يَحُجُّون عليها (٣).

حدَّثنا محمدُ بن عبَّادِ بنِ موسى، قال: ثنا شاذانُ، قال: ثنا أبو بكرِ بنُ عياشٍ، عن عاصمٍ، قال: قال لى أبو وائلٍ: أتَدْرِى ما قولُه: ﴿حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا﴾؟ قال: قلتُ: لا. قال: هي البَحيرةُ، كانوا لا يَحُجُّون عليها.

حدَّثنا أحمدُ بنُ عمرٍو البَصْرِيُّ، قال: ثنا محمدُ بنُ سعيدٍ الشَّهيدُ، قال: ثنا أبو بكرِ بنُ عياشٍ، عن عاصمٍ، عن أبي وائلٍ: ﴿وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا﴾. قال: لا يَحُجُّون عليها.

حدَّثني محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المفضلِ، قال: ثنا أسباطُ، عن


(١) الرِّسْل: اللبن. اللسان (ر س ل).
(٢) النتاج: الأولاد من جميع البهائم.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣٩٤ (٧٩٣٠) من طريق أبي بكر بن عياش به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٤٨ إلى عبد بن حميد وابن أبى شيبة وابن المنذر وأبى الشيخ.