للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: ثنى ابنُ لَهِيعَةَ، عن الحارثِ بن يزيدَ، عن عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ، عن عُقْبَةَ بن عامرٍ، أن رسولَ اللَّهِ قال: "النَّاسُ لآدمَ وحوَّاءَ كطَفِّ الصَّاعِ لم يَملَئوهُ، إِنَّ اللَّهَ لا يسألُكم عن أحسابِكم ولا عن أنسابِكم يومَ القيامةِ، أكرمُكم عندَ اللَّهِ أتقاكم" (١).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: ثنى ابنُ لَهيعةَ، عن الحارثِ بنِ يزيدَ، عن عُلَيِّ بنِ رَباحٍ، عن عقبةَ بنِ عامرٍ، أن رسولَ اللَّهِ قال: "إِنَّ مسابَّكم (٢) هذه ليستْ بمَسابٍّ على أحدٍ، وإنما أنتم ولَدُ آدمَ، طَفُّ الصَّاعِ (٣) لم تَملَئوه، ليس لأحدٍ على أحدٍ فضلٌ إلَّا بِدِينٍ أو عملٍ صالحٍ، حَسْبُ الرجلِ أن يكونَ فاحِشًا بَذِيًّا بخيلًا جَبانًا" (٤)

حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا ابنُ عُلَيَّةَ، عن ابنِ جُرَيجٍ، قال: سمِعتُ عطاءً يقولُ: قال ابنُ عباسٍ: ثلاثُ آياتٍ جَحَدَهُنَّ الناسُ؛ الإذْنُ كلُّه، وقال: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾. وقال الناسُ: أكرمُكم أعظمُكم بيتًا. وقال عطاءٌ: ونَسِيتُ الثالثةَ (٥).

وقولُه: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: إن اللَّهَ أيُّها الناسُ ذو علمٍ


(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات ١/ ٣٤، والروياني في مسنده (٢٠٧) من طريق ابن وهب به.
(٢) في م: "أنسابكم".
(٣) أي: قريب بعضكم من بعض، والمعنى: كلكم في الانتساب إلى أب واحد بمنزلة واحدة في النقص والتقاصر عن غاية التمام، وشبههم في نقصانهم بالمَكِيل الذي لم يبلغ أن يملأ المكيال، ثم أعلمهم أن التفاضل ليس بالنسب ولكن بالتقوى. النهاية ٣/ ١٢٩.
(٤) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (٣٤٥٩) عن يونس به، وأخرجه الروياني في مسنده (٢٠٨) من طريق ابن وهب به، وأخرجه أحمد ٢٨/ ٥٤٨ (١٧٣١٣)، والطبراني ١٧/ ٢٩٥ (٨١٤)، والبيهقي في الشعب (٥١٤٦، ٦٦٧٧) من طريق ابن لهيعة به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٩٨ إلى ابن مردويه.
(٥) تقدم تخريجه في ١٧/ ٢٤٤، ٣٥٤.