للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِن الأزْدِ، يقال له: ابن اللُّتْبِيَّةِ (١) على صدَقاتِ بني سُلَيْمٍ، فلما جاء قال: هذا لكم، وهذا هديةُ أُهْدِيَت لى. فقال رسولُ اللهِ : "أَفَلا يَجْلِسُ أَحدُكم في بيتِه، فتَأْتِيَه هديتُه؟ ". ثم حمِد الله، وأثْنَى عليه، ثم قال: "أمَّا بعدُ، فإني أَسْتَعْمِلُ رجالًا منكم على أمورٍ ممَّا ولَّانى اللهُ، فيَقول أحدُهم: هذا الذي لكم، وهذا هديةٌ أُهْدِيَت إليَّ. أفلا يَجْلِسُ في بيتِ أبيه أو في (٢) بيتِ أمَّه، فتأْتِيَه هديتُه! والذي نفسي بيدِه، لا يَأْخُذُ أحدُكم مِن ذلك شيئًا إلا جاء به يومَ القيامةِ يَحْمِلُه على عنقِه، فلا أَعْرِفَنَّ ما جاء رجلٌ يَحْمِلُ بعيرًا له رُغاءٌ، أو بَقرةً لها خوَارٌ، أو شاةً تَبْعَرُ (٣) ". ثم رفَع يدَيه (٤)، فقال: "ألا هل بلَّغْتُ" (٥).

حدَّثنا أبو كُريبٍ، قال: ثنا عبدُ الرحيمِ، عن هشامِ بن عُروةً، عن أبيه، عن أبي حُميدٍ، حدَّثه بمثلِ هذا الحديثِ، قال: "أفلا جلَسْتَ في بيتِ أبيك وأمِّك حتى تَأْتِيَك هديتُك؟ ". ثم رفَع يدَيه (٦) حتى إنى لأَنْظُرُ إلى بياضِ إِبْطَيْه، ثم قال: "اللهم هل بلَّغْتُ". قال أبو حُميدٍ: بَصُر عينى وسَمِع أذنى (٧).

حدَّثنا أحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بن وهب، قال: ثنا عمى عبدُ اللهِ بنُ وهبٍ، قال: أَخْبَرَنى عمرُو بنُ الحارثِ، أن موسى بنَ جُبَيرٍ (٨) حدَّثه، أن عبدَ اللهِ بنَ عبدِ الرحمنِ بن الحُبابِ الأنصاريِّ، حدَّثه أن عبدَ اللهِ بنَ أُنَيْسٍ (٩) حدَّثه، أنه تذاكَر هو


(١) في ص: "الأُتْبيَّة". وورد عند مسلم على الوجهين، وينظر التاج (ل ت ب).
(٢) سقط من: م، ت ٢.
(٣) في م: "تثغو".
(٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "يده".
(٥) أخرجه مسلم (٢٨/ ١٨٣٢) عن أبي كريب به. وأخرجه البخارى (٧١٩٧) من طريق عبدة - وحده - به.
(٦) في النسخ: "يده". وصوبناه من ابن أبي شيبة وصحيح مسلم.
(٧) أخرجه ابن أبي شيبة ١٢/ ٤٩٣ - وعنه مسلم (٢٨/ ١٨٣٢) - عن عبد الرحيم به. وأخرجه الشافعي ١/ ٦٦٩، والطيالسي (١٣٠٩)، وعبد الرزاق في مصنفه (٦٩٥٠، ٦٩٥١)، والبخارى (٦٩٧٩)، ومسلم ٢٨/ ١٨٣٢، والبزار (٣٧٠٨)، وابن خزيمة (٢٣٤٠)، وابن حبان (٤٥١٥) من طريق هشام به.
(٨) في الأصل، ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "حنين". وينظر تهذيب الكمال ٢٩/ ٤٢.
(٩) في ت ٢، س: "أنس". وينظر تهذيب الكمال ١٤/ ٣١٣.