للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾: يعنى: محِلُّ البدنِ حينَ تسمَّى إلى البيتِ العتيقِ (١).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابنِ جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: ﴿ثُمَّ مَحِلُّهَا﴾ حينَ تسمَّى هديًا، ﴿إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾. قال: الكعبةُ أعتقَها من الجبابرِة.

فوجَّه هؤلاء تأويلَ ذلك إلى: ثم (٢) منحرُ البدنِ والهدايا التي أوجبتموها إلى أرضِ الحرمِ. وقالوا: عنَى بالبيتِ العتيقِ أرضَ الحرمِ كلَّها. وقالوا: وذلك نظيرُ قولِه: ﴿فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ﴾ [التوبة: ٢٨] والمرادُ الحرمُ كلُّه.

وقال آخرون: معنى ذلك: ثم محِلُّكم أيُّها الناسُ من مناسكِ حجِّكم إلى البيتِ العتيقِ؛ أن تطوفوا به يومَ النحرِ بعدَ قضائِكم ما أوجَبه اللهُ عليكم في حجِّكم.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثنا محمدُ بنُ المثنَّى، قال: ثنا يزيدُ بنُ هارونَ، قال: أخبَرنا داودُ بنُ أبى هندٍ، عن محمدِ بن أبي موسى: ﴿ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾. قال: محلُّ هذه الشعائرِ كلِّها الطوافُ بالبيتِ (٣).

وقال آخرون: معنى ذلك: ثم محلُّ منافعِ أيام الحجِّ إلى البيتِ العتيقِ


(١) تفسير مجاهد ص ٤٨١، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٤/ ٣٥٩ إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم.
(٢) في م: "سمى".
(٣) تتمة الأثر المتقدم في ص ٥٤١، وتمامه هذا ليس عند ابن أبي شيبة.