للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السديِّ: ﴿فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ﴾: والثعبانُ: الذكرُ مِن الحياتِ، فاتحةً فاها، واضعةً لَحْيَها الأسفلَ في الأرضِ، والأعلَى على سورِ القصرِ، ثم توجَّهت نحوَ فرعونَ لتأخُذَه، فلمّا رآها ذُعِر منها، ووَثَب فأحدثَ، ولم يكنْ يُحدِثُ قبلَ ذلك، وصاح: يا موسى خُذْها وأنا أومنُ بكَ، وأُرسلُ معكَ بني إسرائيلَ. فأخذَها موسى فعادتْ عصًا (١).

حدَّثني عبدُ الكريمِ بنُ الهيثمِ، قال: ثنا إبراهيمُ بنُ بشارٍ، قال: ثنا سفيانُ بنُ عيينةَ، قال: ثنا أبو سعدٍ، عن عكرمةَ، عن ابن عباسٍ: ﴿فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ﴾. قال: ألقى العصا فصارت حيةً، فوضعتْ فُقْمًا (٢) لها أسفلَ القبةِ، وفُقْمًا لها أعلى (٣) القبةِ - قال عبدُ الكريمِ: قال إبراهيمُ: وأشار سفيانُ بإصْبَعِه الإبهامِ والسبابةِ هكذا شِبْةَ الطاقِ - فلما أرادت أن تأخُذَه، قال فرعونُ: يا موسى خُذْها، خُذْها (٤). فأخذَها موسى بيدِه، فصارت عصًا كما كانت أوَّلَ مرَّةٍ.

حدَّثنا العباسُ بن الوليدِ، قال: ثنا يزيدُ بنُ هارونَ، قال: أخبَرنا الأصبغُ بنُ زيدٍ، عن القاسمِ بن أبي أيوبَ، قال: ثني سعيدُ بنُ جبيرٍ، عن ابن عباسٍ، قال: ألقى عصاه فتحوّلت حيَّةً عظيمةً فاغِرَةً فاها، مُسْرِعَةً إلى فرعونَ، فلما رأى فرعونُ أنها قاصدةٌ إليه اقْتَحَم عن سريرِه، فاستغاثَ بموسى أن يكُفَّها عنه، ففعَل (٥).


(١) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٤٠٤، ٤٠٥ مطولًا، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٧٥٩ من طريق عمرو بن حماد به. وسيفرق المصنف أجزاء منه فيما سيأتي.
(٢) الفقم: اللَّحْى، وهما فُقْمان. ينظر النهاية ٣/ ٤٦٥.
(٣) في الأصل: "على".
(٤) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٥٣٢، ٨/ ٢٧٥٨ من طريق يزيد بن هارون به، وهو جزء من حديث الفتون، وسيأتي في ١٦/ ٦٤ - ٦٩.