للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان ناسٌ من الإنسِ يعبدون قومًا من الجنِّ، فأسلَم الجنُّ وبقى الإنسُ على كفرِهم، فأنزَل اللهُ : ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ﴾. يعني: الجنُّ (١).

حدَّثنا ابن المثنَّى، قال: ثنا أبو النعمانِ الحكمُ بنُ عبدِ اللهِ العِجْليُّ، قال: ثنا شعبةُ، عن سليمانَ، عن إبراهيمَ، عن أبي معمرٍ، قال: قال عبدُ الله في هذه الآيةِ: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ﴾. قال: قَبِيلٌ من الجنِّ كانوا يُعبَدون فأسلَموا (٢).

حدَّثني عبدُ الوارثِ بن عبد الصمدِ، قال: ثنى أبي، قال: ثني الحسينُ، عن قتادةَ، عن معبدِ بن عبدِ اللهِ الزِّمَّانيِّ (٣)، عن عبدِ اللهِ بن عتبةَ بن مسعودٍ، عن ابن مسعودٍ في قولِه: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ﴾. قال: نزَلت في نفرٍ من العربِ كانوا يعبُدون نفرًا من الجنِّ، فأسلَم الجنِّيون، والإنسُ الذين كانوا (٤) يعبُدونهم لا يَشعُرون بإسلامِهم، فأُنزِلت: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ﴾ (٥).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، عن عبدِ اللهِ بن عتبةَ


(١) أخرجه الطبراني (٩٠٧٧) من طريق مغيرة عن إبراهيم به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور إلى عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة والبخارى والنسائى والمصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه وأبي نعيم في الدلائل. وجملة من أخرجوه إنما أخرجوه من طرق عن ابن مسعود غير هذا الطريق التي أوردها المصنف.
(٢) أخرجه البخارى (٤٧١٥)، ومسلم (٣٠٣٠/ ٢٩) كلاهما من طريق شعبة به.
(٣) في ت ١، والطبراني: "الرماني". وينظر تهذيب الكمال ١٦/ ١٦٨.
(٤) سقط من: ت ١.
(٥) أخرجه مسلم (٣٠٣٠/ ٣٠) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث به، والطبراني (٩٧٩٨) من طريق قتادة به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٨٩ إلى ابن مردويه وأبي نعيم في الدلائل والبيهقي في الدلائل.